بيــــــــــــــان

الى كل الأمهات.. ربات البيوت.. كل المكافحات من أجل لقمة العيش الكريمة.. الى كل المطحونات جراء سياسات التجويع و الذل والتهميش.. الى كل النساء في وطننا الحبيب.

إننا في التحالف النسوي السوداني لم نجد بداً من مخاطبتكن مباشرة، بعد أن فاض الكيل بما حمل، وبعد أن بات الصمت جريمة في حق انفسنا قبل ان تكون في حق الوطن في ظل التردي الشامل والدفع الدؤوب لأبناء الوطن الواحد للولوج اكثر فاكثر في الصراع والاحتراب والتقتيل، وبيع المستقبل والأمل الذي هو كل ما نملك لحتمية التشرذم والفقر والجهل و المرض.

يا نساء السودان.. إن ما تعشنه متناميا يوما بعد يوم من ضائقة اقتصادية وارتفاع جنوني في أسعار السلع و الضروريات، وفيما تشاهدونه من إكتظاظ للأسواق والمحال بالخضر والفواكه واللحوم المحسنة بالهرمونات، والمنتجات الغذائية المستوردة، المملوءة بالمواد الحافظة والكيماويات، والمتغاضى عن مدى ومدة صلاحياتها. لهو مثال واضح للتهاون والتجاهل لإحتياجات المواطنين ومقدراتهم على العيش الكريم، بل وصحتهم وسلامتهم، لصالح أرباب النظام من سماسرة ومؤسسات النبت الشيطاني، تحت دعم وعين ومباركة الدولة ووزاراتها.

يا نساء السودان.. إن طول الصمت والصبر والركون للتبرير والإنكفاء على مقولة: (البتعرفوا أخير من الما بتعرفوا)، إمعاناً في التخوّف من التغيير وما يحمله في معيته، أودى إلى رزوح السواد الأعظم من الأسر السودانية تحت كاهل الفقر والدين والتسول والتشرد، بل وهددها بالتفكك في ظل العجز عن سداد إحتياجاتها وإعالة افرادها.. فبات هروب العائل، وسقوط الأبناء، في درك الإنحلال والشذوذ، ظواهر متكررة في مجتمعنا، وأختلط الحابل بالنابل حتى صارت الأم لا تأمن على طفلها لحظة، بعيدا عن احضانها، وحتى أصبح التفسخ الأجتماعي، واقعاً لن يجدي دفن الرأس منه في التراب.

يا نساء السودان.. إن صمتكن وصبركن، بل وتبريركن لما يحل بوطننا ومجتمعاتنا، لهو الفخ الأكبر الذي حرص النظام على ايقاعكن فيه، ضماناً للتغاضي عن ما يرتكب، وسلامة له، وتوطيداً لقبضته على رقاب شعبنا. لذا تأتي دعوتنا في التحالف النسوي السوداني الجهورة لكن لكسر هذا القيد والإفلات من درادر الجمود والياس والإستسلام، ولإحقاق الحق، والوقوف والتصدي بصلابة لكل ما تحيكه حكومة السماسرة والفساد ضد أبناء شعبنا.. وليصنع التغيير بأيديكن وبوعيكن.

يا نساء السودان.. يدعوكن التحالف النسوي السوداني لمقاطعة كل السلع المشكوك في سلامتها، وخلوها من المفتكات بما فيها الخبز المحسن، والخضر والفواكه واللحوم المضخمة بالهرمونات. وندعوكن لإقامة الجمعيات التكافلية في الأحياء، ولنشنها حرب ضد المتاجرين باقواتنا. كما نجدد دعوتنا لـَكـَنّ بالتسلح بالوعي، ومحاربة كل الظواهر السالبة في مجتمعنا. واخيراً.. تنظيم أنفسكن في مواكب الوعي والتغيير، ولتتفوقن بعزمكن، ولتقدمن البديل المنشود، والذي طال انتظاره. فأنتن الأقدر على فتح نوافذ التغيير نحو الأمل بغد افضل لأبنائنا.

يا نساء السودان.. لكن في كل حدب وصوب.. التحايا والتقدير والأعتزاز.. وإن غدا لناظره لقريب.

التحالف النسوي السوداني

10/ 10/ 2010